في ظل جائحة كوفيد ١٩ التي شلت حركة العالم والقت بظلالها على الملايين من البشر، والتي جعلت الحكومات تستنفر كامل إمكانياتها، السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، والتي يبدو حتى اللحظة انها غير كافية لوضع حد لهذا الجائحة او احتوائها على الأقل وهو في انتشار مستمر في ظل عدم وجود أي علاج له حتى الان، ومما لا شك فيه ان دولة مثل سوريا والتي تعاني من صراع مدمر منذ قرابة عشر سنوات ستكون لهذه الجائحة اثار كارثية عليها في ظل الوضع الأمني غير المستقر وانعدام البنية التحتية اللازمة لمواجهتها يضاف الى ذلك استمرار الحرب. هذا الوضع يفرض على السوريات\السورين بذل جهود مضاعفة لمواجهة خطر الإصابة بالفايروس، في ظل انعدام وانهيار شبه تام للدولة ومؤسساتها وخاصة القطاع الصحي وأمام هذا الوضع الكارثي نحاول من خلال هذه الورقة تسليط الضوء على الوضع في شمال شرق سوريا واقتراح مجموعة من الإجراءات التي قد تساعد السورين للتصدي للازمة معا.
الوضع الصحي: يعاني القطاع الصحي في شمال شرق سوريا من ضعف كبير في توفر البنية التحتية والأدوية المواد الطبية مع نقص شديد في الكوادر الطبية نتيجة لحالة عدم الاستقرار المستمرة التي تشهدها المحافظات الثلاثة بسبب استمرار الصراع النزوح المستمر. لذلك فان الاحتياجات في هذا القطاع كثيرة ويمكن تلخصيها في ((أجهزة الكشف عن الكورونا، أجهزة التنفس الاصطناعي، أسطوانات الاكسجين. مولدات الاكسجين، مشافي ميدانية، توفير الأقنعة والملابس الواقية وخاصة للعاملين في القطاع الصحي كونهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وأيضا توفير جميع أنواع الادوية والمعقمات اللازمة)).
الأطراف المحلية:
مما لا شك فيه ان هذا الوضع يفوق كثيرا قدرات الأطراف المحلية في التصدي لهذا الكارثة العالمية ولكن هذا لا ينفي عنها مسؤوليتها او يقلل من فرصها على مواجهة الفيروس إذا ما تم التعامل مع الوضع بحكمة وذلك من خلال التضمين والتشاركية والاستفادة من جميع الإمكانيات والطاقات المتوفرة من خلال مجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها والتي من شانها التخفيف من اثار الفيروس، ومن هذا الإجراءات:
إيقاف جميع اشكال الصراع والاعلان عن هدنة مفتوحة ليتسنى لها توظيف جميع امكانياتها للتصدي للفيروس.
على الأطراف السياسية وضع خلافاتهم جانبا والعمل معا وهذا من شانه ان يساهم في إعادة بناء الثقة.
على السلطات المحلية الالتزام بمعايير الشفافية في الإعلان عن كشف حالات الإصابة والكشف عن اعداد الأشخاص المصابين وأماكن اقامتهم حتى يتسنى لكل الافراد الذين كانوا على احتكاك مع الأشخاص المصابين باتخاذ الإجراءات اللازمة
.الغاء جميع أنواع الالتزامات المالية الشهرية التي تستحق الدفع على عاتق المواطنين، وعليها العمل على وضع خطة لتعويض العائلات والافراد أصحاب الدخول المحدودة ليتسنى لهم تامين احتياجاتهم الضرورية والالتزام بالحجر الصحي
. الرقابة الصارمة على جميع الشركات والافراد والأطراف الذين يسعون الى استغلال الوضع من اجل رفع الأسعار واتخاذ إجراءات شديدة بحق المخالفين.
.اصدار تعليمات واضحة وصارمة بمنع أصحاب المشاريع والشركات من تسريح أي عامل بشكل تعسفي بدون تعويضات عادلة.
.تشديد الإجراءات الطبية والوقائية على المخيمات لتجنب انتشار الوباء فيها.
.تشديد الإجراءات الطبية والوقائية على السجون واتخاذ كافة التدابير التي تحول دون انتشار الوباء فيها وخاص، ويجب إطلاق سراح جميع معتقلي الراي والمعتقلين السياسيين.
.على قوات الامن الداخلي والقوى العسكرية تعزيز العمل للتصدي للوباء. ففي حالات الكوارث الطبيعية للقوات الأمنية والعسكرية أدوار كبير في حماية المجتمعات وعليها ضبط الحجر الصحي وحجر التجوال.
الأطراف الدولية:
تعاني جميع الدول من اثار هذا الجائحة وهو ما يؤثر على التعاون والتضامن بين الدول وبنفس الوقت يزيد التزامات الدول الاغنى والاقوى اقتصاديا تجاه الدول الأكثر فقرا، كما يزيد هذا الانتشار الواسع للفايروس الأعباء على عاتق المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، ومنظمة الصحة العالمية لذلك لا بد للجميع من العمل معا من اجل التصدي الى هذه الكارثة الإنسانية العالمية ويجب ان.
على مجلس الامن اصدار قرار يعلن عن هدنة عالمية وإيقاف جميع اشكال الصراعات ليس فقط في سوريا بل في جميع الدول، وإيقاف جميع اشكال تصدير واستيراد الأسلحة لإيقاف النزاعات وأيضا للحد من انتشار العنف والجريمة، فحان الوقت لمجلس الامن ان يتخذ إجراءات جريئة من شانها تغيير اليات العمل على بناء السلام والامن العالمين
.يجب على المجتمع الدولي توفير جميع الاحتياجات الصحية كون سورية تعتبر من الدول الهشة والمدمرة بعد عشر سنوات من الحرب
على مجلس الامن إعادة تفعيل قرار ٢١٦٥ وفتح المعابر الحدودية مثل معبر اليعربية وغيرها من المعابر. وعلى الحكومة الروسية عدم عرقلة تفعيل القرار.
على الأمم المتحدة والدول المانحة والمنظمات الدولية إعادة هيكلية المساعدات الإنسانية وخاصة الصحية منها بشكل مختلف وفق معايير كثافة السكان أولا ثم نسبة الدمار فهذا الوضع مختلف عن سابقه.
يجب على الحكومة التركية إيقاف جميع أنواع العمليات العسكرية وعليها إنهاء عمليات اغلاق محطة المياه في قرية (العلوك) والتي تمد الأهالي بالمياه وخاصة ان النظافة هي أكثر وسيلة ناجعة لمواجهة الفيروس.
.يجب حكومة إقليم كوردستان فتح الحدود امام دخول المساعدات بدون أي قيود ليتسنى نقل جميع أنواع المساعدات باستثناء ما يشكل خرقا للحجر الصحي.
الاستمرار في تقديم الدعم للمنظمات المحلية لما يشكله إيقاف الدعم من تقويض جهود مكافحة الفيروس، وأيضا الاستمرار في دعم البرامج والمشاريع الصحية ومشاريع الدفاع المدني
المجتمع المدني
تقوم منظمات المجتمع المدني والعاملين في الراي بجهود جبارة للتصدي لانتشار الفيروس من خلال تقديم كافة أنواع الدعم ويمكن لهذه الجهود المبذولة ان تكون أكثر فاعلية وتأتي بنتائج كبيرة من خلال مجموعة من الاجراءت.
زيادة التشبيك فيما بينها والتنسيق بشكل أكبر والعمل على بناء قاعدة بيانات موحدة حتى يتم تنجب تكرار الجهود او توزيع المساعدات بشكل مكرر.
العمل على تطوير خطة استجابة طويلة الأمد الى ما بعد انتهاء هذا الوباء حتى يتسنى لها أيضا التصدي لأثاره البعيدة الامد على حياة المواطنين.
الاستمرار في جهود التوعية وتكثيفها ومكافحة نشر المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي.
تكثيف الجهود من اجل تشكيل مجموعات عمل وفرق تطوعية من اجل مساعدات العائلات والافراد غير القادرين على مغادرة منازلهم لتامين الاحتياجات اليومية بشرط اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب الإصابة او نقل العدوى.
تعزيز التنسيق مع الجهات المحلية من اجل تعزيز التعاون الفعال والايجابي. وأخيرا صحيح ان فايروس كورونا يشكل تحديا كبيرا امام البشرية جمعاء ولكنه في نفس الوقت قد يشكل فرصة كبيرة لزيادة التعاون وبناء اليات عمل مشتركة عابرة للخلافات والمشاكل لذلك نناشد الجميع الى وضع خلافاتهم جانبا والعمل معا من اجل المصلحة العامة المشتركة
Comentários